عن دار البدوي للنشر والتوزيع بتونس صدر للشاعر المغربي إدريس علوش مختارات شعرية أطلق عليها إسم قصائد 1990-2010،صورة الغلاف التي تحمل عنوان "ربيع الشعر" أنجزها الرسام التونسي عثمان الببة،تقع المختارات في حدود 184 صفحة من القطع المتوسط.
عن هذه المختارات الشعرية يقول الشاعر إدريس علوش:
"قد تعكسني كثيرا هذه النصوص،تعكس حالات ارتياد آفاق الحياة التي عشت زخمها بمرارات قصوى،غير آبه لاعتبار الزمن،لكني منتبه ويقظ ومتمسك بكل الاستعارات الممكنة التي تهابها لي هذه الحياة وما تنتجه من إشارات وتناقضات ودلالات.فالقصيدة كانت عندي ولا تزال طين ودم وهواء وهذا الثالوث الذي أستمد منه قدرتي على الكتابة،هو الذي يسعفني على استيعاب الاستعارات والصور والمتخيل،ويعطيني شرعية الانتماء للقصيدة والانتساب لأشكال تعدد صياغتها."
محمد البدوي الشاعر التونسي وصاحب دار النشر يكتب عن المختارات:
"إن قصائد المختارات تترجم بوضوح علاقة الشاعر المتوترة بالزمن،لأنه هادم لذات الإنسان،موظفا كان أم كولونيلا أم عاديا،فلا يجد الشاعر غير الكتابة ترياقا يستعيد بها بهجة الطفولة ويستشرف عبرها الأحلام التي شبَّ عليها منذ الصغر.
فالشعر من خلال تجربة إدريس علوش مكابدة دواء وإنشاء لدنيا موازية ومنافسة تستحيل فيها هشاشة الكائن إلى مُلك لا يبلى."
ومن قصيد "الليل مهنة الشعراء وكفى..ّ" نجتزئ هذا المقطع:
نديمي في غُرَف الأَرْض
في الهَواء المُثْخَن بِرَعْشَةِ
الزِّلْزالِ..!
هَيَّا نَصْعَدُ معا سُلَّم الوَظيفةِ
نَتسلى بِرَاتب الشَّهر المَبْحوح
نُحاكي رَقْصَ الغُربَانِ
نُرَتِّب فَوانيس النَّهَار
أما اللَّيل، فهو مهنة الشُّعراءِ
وكفى..!"